كتاب دلائل الإعجاز ت شاكر (اسم الجزء: 1)

كأنه قال: تلك دارٌ. قال شيخُنا رحمه الله1: ولم يَحمل البيتُ الأولُ على أنَّ "الرَّبعَ" بَدَلٌ منَ الطلل"، لأنَّ الرَّبْع أكثرُ من الطَّلل، والشيءُ يُبدَلُ مما هو مِثلُه أو أكثرُ منه، فأما الشيءُ مِنْ أَقلَّ منه ففاسدٌ لا يُتَصور2 وهذه طريقةٌ مستمرَّةٌ لهم إذا ذكروا الديار والمنازل.
حذف الفعل وإضماره:
114 - وكما يضمرون المبتدأ فيرفعون، قد يضمرون الفعل فينصبون، كبيت الكتاب أيضًا:
ديارَ ميَّة إذْ ميٌّ تُسَاعِفُنَا ... ولا يَرى مثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ3
أَنْشَدهُ بنَصْبِ "ديارَ" على إضمارِ فعلٍ، كأنه قالَ: أذكرُ ديارَ مية.
المواضع التي يطرد فيها حذف المبتدأ وأمثلته:
145 - ومن المواضع التي يطَّردُ فيها حذفُ المبتدأ، "القطع الأولَ، ويَستأنفون كلاماً آخرَ، وإِذا فعَلوا ذلك، أتوْا في أكثرِ الأمرِ بخبَرٍ من غَير مبتدإ مثال ذلك قوله:
__________
1 في هامش المخطوطة "ج": "يعني الشيخ أبا الحسن الفارسي، ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي".
2 في هامش المخطوطة بخط محدث: "الشيء لا يبدل من أقل منه"، كأنه تذكرة لقارئ. وفي "س": "فأما يدل الشيء من أقل منه"، بزيادة "بدل".
3 هو لذى الرمة في ديوانه، وهو في سيبويه 1: 140، 333.

الصفحة 147