كتاب مختصر معارج القبول
وبرد كل شهبة تَرِدُ عَلَيْهِ، وَبِقَمْعِ كُلِّ مُلْحِدٍ وَمُعَانِدٍ وَمُشَاقٍّ وَمُحَادٍّ، وَبِدَمْغِ كُلِّ بَاطِلٍ وَإِزْهَاقِهِ {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تفسيراً} (¬1) ، وكذلك السنة من جوامع كلمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي اخْتَصَّهُ اللَّهُ بِهَا هِيَ رُوحُ الْمَعَانِي وَالْوَحْيُ الثَّانِي، وَالْحِكْمَةُ وَالْبَيَانُ وَتِبْيَانُ الْقُرْآنِ وَالنُّورُ وَالْبُرْهَانُ فَلَمْ يُتَوفَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى بَيَّنَ الشَّرِيعَةَ أكمل بيان:
-اقْرَأْ عَلَى مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ {وَلَكِنْ رَسُولَ الله وخاتم النبيين} (¬2) .
-وَعَلَى الدَّجَّالِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ (¬3) .
-وَعَلَى الْمُعَطِّلِ وَالْمُشَبِّهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (¬4)
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (¬5) .
وَعَلَى النَّافِي لِلْقَدَرِ (¬6) : {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صراط مستقيم} (¬7) ، {إنا كل شيء خلقناه بقدر} (¬8) .
-وَعَلَى الْجَبْرِيَّةِ (¬9) الْغُلَاةِ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وسعها} (¬10) ، {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حجة بعد الرسل} (¬11) ،
¬_________
(¬1) الفرقان: 33.
(¬2) الأحزاب: 40.
(¬3) انظر ما سبق في أمارات الساعة ص: 208.
(¬4) الشورى: 11.
(¬5) طه: 110.
(¬6) وهم القدرية، وقد سبق الحديث عنهم في الإيمان بالقدر.
(¬7) الأنعام: 139.
(¬8) القمر: 49.
(¬9) وقد سبق الحديث عنهم في الإيمان بالقدر.
(¬10) البقرة: 286.
(¬11) النساء: 165.
الصفحة 358