كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سِنان بْنِ عَمرو بْنِ طَلْق بْنِ عَمرو مِنْ بَنِي سَلاَمان بْنِ سَعْدِ هُذَيم بْنِ قُضَاعة حَلِيفُ بَنِي ظفَر. ويكنى عاصم أبا عمر1، [156/ب] وَلَيْسَ لَهُ عَقِب.
(وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ، وَعِلْمٌ بِالسِّيرَةِ، وَمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم2 وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ3 وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ4 وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا5.
وَوَفَدَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ فِي دَيْنٍ لَزِمَهُ فَقَضَاهُ عَنْهُ عُمَرُ، وَأَمَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَعُونَةٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِسَ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ فَيُحَدِّثَ النَّاسَ بِمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَنَاقِبِ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: "إِنَّ بَنِي مَرْوَانَ كَانُوا يَكْرَهُونَ هَذَا وَيَنْهَوْنَ عَنْهُ فَاجْلِسْ فَحَدِّثِ النَّاسَ بِذَلِكَ فَفَعَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى توفي سنة عشرين ومائة6
__________
1 ويقال: أبو عمرو، أو عمير، أو محمد. (انظر: تاريخ الخليفة 258 وتهذيب التهذيب 5/53. والتحفة اللطيفة 2/272) .
2 انظر المغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 47-49. وتاريخ التراث لسزكين 1/449.
3 هو صاحب السيرة، وستأتي ترجمته رقم 330.
4وكان ممن روى عنه أيضاً ابنه الفضل، وزيد بن أسلم، وغيرهم. وهو عن أبيه وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وغيرهم. (انظر: تقريب التهذيب 5/53) .
5وقد أجمع النقاد على توثيقه، وفضله، وعلمه بالمغازي. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 70. وميزان الاعتدال 2/355. وتهذيب التهذيب 5/54. وتقريب التهذيب 159) .
6وكذا أرخ وفاته خليفة، وابن قتيبة، وابن الأثير وزاد: في أصح الأقوال. وقال ابن حبان: سنة تسع وعشرين، وقال ابن حجر: بعد العشرين. (انظر: تاريخ خليفة 350. وطبقاته 258. والمعارف لابن قتيبة266. والكامل في تاريخ ابن الأثير 5/228. ومشاهير علماء الأمصار 70. وتقريب التهذيب 159) .

الصفحة 128