كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

بِنَسَبِ قَوْمِي وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِمْ وَحَلِيفُهُمْ1، فَأَتَاهُ، رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الطَّلَاقِ فَعَيِيَ بِهَا وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلَا أُراني مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنِّ يُعقل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ2 وَهُوَ لَا يَدْرِي مَا هَذَا! فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ3، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عبد الرحمن بنت بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ حَتَّى فَقَهْتُ. فَرَحَلْتُ إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في [163/ب] السَّحَرِ فأممَّت حَلْقَةً وِجَاهَ الْمَقْصُورَةِ4 عَظِيمَةً فَجَلَسْتُ فِيهَا، فنسَّبني الْقَوْمُ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، قَالُوا: "هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ بن الخطاب في أمهات
__________
1 ذكر ابن حجر خبر تعلم الزهري علم النسب من خاله، وأن البخاري أخرجه بسند صحيح. (انظر: الإصابة 2/285) .
2 الحديث ضعيف الإسناد، لوجود الواقدي فيه، وقد أخرجه كل من:
(أ) البخاري في موضعين من صحيحه 3/45، 4/75.
1-كتاب المغازي. باب 55. لفظه: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهه عام الفتح". من طريق الزهري.
2- كتاب الدعوات. باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح روؤسهم 31. من طريق الزهري، قال: أخبرنا عبد الله بن ثعلبة بن صُعير – وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح عنه- أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة.
(ب) والإمام أحمد في مسنده 5/432. من طرق ثلاث تنتهي إلى الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعير. وبأسانيد رجالها ثقات. وبألفاظ مقاربة للفظ البخاري. ويضيف (واحدة لا يزيد عليها حتى يقوم من جوف الليل) .
3 ابن مسعود أبو عبد الله الهذلي المدني أحد الفقهاء السبعة وكان ثقة ثبتاً. توفي سنة ثمان وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 225) .
4 المقصورة: جمعها مقاصر ومقاصير، وهي من مقام الإمام. (انظر: لسان العرب: 5/100، وتاج العروس 3/495. مادة قَصَرَ) .

الصفحة 158