كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ1 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْنَا أَنْ لَا نَمْنَعَهُ أَحَدًا من المسلمين"2.
أخبرت عن عبد الزراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: "زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ والأنصار أتكيء"3 عليهم فما أصنع بغيرهم4.
__________
1 هو إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كَامَجْر –بفتح الميم وسكون الجيم- أبو يعقوب المروزي، نزيل بغداد. صدوق تكلم فيه لتوقفه في مسألة خلق القرآن. مات سنة خمس وأربعين، وقيل: ست، وله خمس وسبعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 27) .
2 سبق أن أخرجها ابن سعد في طبقاته 2/389. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/633. من طريق إبراهيم ابن المنذر. وفي 1/641. من طريق عبد الرزاق ... الخ. وبألفاظ مقاربة. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/363 بسنده من طريق اين عيينة ... وبألفاظ مقاربة. وابن عساكر في تاريخه 15/3/498أ. من طريق عبد الرزاق أيضاً. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/341. نقلاً عن عبد الرزاق ... الخ. ومعنى ذلك أن الزهري كان لا يرغب في كتابة الأحاديث، لكي لا يتكل الناس على الكتب، وليبقى اعتمادهم على ذاكرتهم. ثم شرع الكتابة، بعد إلحاح هشام بن عبد الملك عليه ليملي على ولده. وبعدها خرج إلى الناس بقولته المشهورة، التي حرَّفها وبترها المستشرق اليهودي جولد تسيهر، إذ نقل عن الزهري، (إن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة الأحاديث) . وما ذلك إلا ليشكك فيه، وليوحي بأنه كان مستعداً لتحقيق رغبات الحكام. (انظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي 221) .
3 أتكيء: أعتمد. (انظر: القاموس المحيط 1/34. مادة: وَكَأَ) .
4 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/388. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/637، 641. من نفس الطريق وبألفاظ مقاربة. وذكر الزهري عدداً من الموالي منهم: سليمان بن يسار وأبو عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف. كما أخرجها ابن عساكر في تاريخه 15/3/498 ب- 499أ. من طريق حبيب بن نوح، عن عبد الرزاق.

الصفحة 169