كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا
قَالَ: "وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ1 وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ2 فِي وَجْهِهِ3 قط"4. قال مَعْمَرٌ: "وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ5 رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ6 عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ، فَقَالَ: "أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ " قَالَ: "نَعَمْ، فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي"7؟
__________
1 يعني في الحديث. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/637. وتاريخ دمشق 15/3/507ب) .
2 هو حماد أبي سليمان –حيث صرح به الفسوي. (انظر: المصدر السابق) –مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي فقيه صدوق له أوهام. رُمي بالإرجاء. مات سنة عشرين ومائة، أو قبلها) . (انظر: تقريب التهذيب 82) .
3يعني في الفتيا. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/637) .
4 أخرجها الفسوي في المصدر السابق. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/361. بسنديهما من طريق عبد الرزاق.
5 إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، كانت ولايته في شهرين ونصف، ثم خلع نفسه وبايع مروان بن محمد بالجزيرة سنة سبع وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 374. والمعارف لابن قتيبة 367-368) .
6 وصورة العرض: القراءة على الشيخ حفظاً أو من كتاب. وسواء قرأ عليه بنفسه أو قرأ غيره وهو يسمع. وذلك إذا حفظ الشيخ، وإلاَّ يمسك أصله هو أو ثقة. وهذه طريقة من طرق تحمل الحديث.
(انظر: الإلماع إلى معرفة أصول الرواية والسماع للقاضي عياض 71. ومعرفة علوم الحديث للحاكم 256. وفتح المغيث 2/25) .
7 أي من يعلم بهذه الأحاديث غيري، حتى يحدثكم ويجيزكم بها –إذ ثبت أن الزهري انفرد بتسعين حديثاً لا يرويه غيره-. ولما كان إبراهيم بن الوليد من تلاميذه فلا يستطيع غيره أن يجيزه. هذا هو معنى النص، لا كما زعم اليهودي جولد تسيهر بأن إبراهيم كتب صحيفة وجاء بها إلى الزهري وطلب منه أن يأذن له بنشر أحاديث فيها على أنه سمعها منه. علماً بأن الرواية تصرح بأنه عرض على شيخه عرضاً، والعرض عند كثير من المحدثين كالسماع. والرواية بها صحيحة عند العلماء. (انظر: السنة ومكانتها للسباعي 220-221) .
الصفحة 172
592