كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

بَيْتِ عِبَادَةٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لَا تَمْزَحْ مَعَ الصِّبْيَانِ".
قَالَ: "وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ"1.
قِيلَ: "فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: "الْإِفْضَالُ2 عَلَى الْإِخْوَانِ"3.
قَالَ: "وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ، كَانَ يَرْهَق4، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: "تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: "إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ، أَوْ قَالَ: "عَنْ أَحَدٍ"5.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: "كَانَ مُحَمَّدُ ابن الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ6، وَأَبُو حَازِمٍ7، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيم8، وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيفة9، أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلَاةٍ، وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَيَتَحَدَّثُونَ وَلَا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رجل منهم [172/أ]
__________
1 أوردها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/153.من طريق ابن عيينة. من قوله (وكانت أمه ... الخ) .
2 الإفضال على الإخوان: الإحسان إليهم. (انظر: تاج العروس 8/16. مادة: فَضَلَ) .
3 أوردها ابن قتيبة في المعارف 461. بلا إسناد وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/656. من طريق سفيان ابن عيينة، وفي 1/658: من طريق ابن زيد –عمر بن محمد المنكدر بن زيد بن عبد الله بن عمر- بألفاظ مقاربة. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/149. بألفاظ مقاربة.
4 يَرْهَق: يكذب ويسفه أي كان سفيهاً كذباً. أو خفيف العقل. (انظر: المحكم والمحيط 4/89. مادة: رَهَقَ) .
5 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/148. من طريق ابن عيينة. ولم يصرح باسم (بقرة) .
6 ستأتي ترجمته رقم 226.
7ستأتي ترجمته رقم 239.
8ستأتي ترجمته رقم 236.
9ستأتي ترجمته رقم 155.

الصفحة 190