كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بن عبد الجبار، قال: حدثنا نافع ابن عُمَرَ قَالَ: "قَدِمَ رَجُلٌ بمالٍ الْمَدِينَةَ"، فَقَالَ: "دلوني على رجل من قريش أعطيه هَذَا الْمَالَ، فَدَلُّوهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَ"، قَالَ فَقَالَ: "هَذَا وَقَدْ أَبَى فَمَنْ بَعْدَهُ؟ " قَالُوا: "لَا نَعْلَمُ بعده أحداً يشبه أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ"1، قَالَ: "فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ". قَالَ فَقَالَ: "فَمَنْ بَعْدَهُمَا؟ " قَالُوا: "مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ". قَالَ: "فَأَتَاهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ"، قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَلِدَكُمْ كلَّكم المُنكدر فَافْعَلُوا".
أخبرنا [175/أ] أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ2، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لَيْثٍ3، قَالَ: "ذَكَرُوا شَيْئًا فِي مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ"، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّهُ: "قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَخَالَفَهَا عُمَرُ، فَلَمَّا ذَهَبُوا يَنْظُرُوا إِذَا الْقَوْلُ قَوْلُ عُمَرَ، وَإِذَا هُوَ أَحْفَظُ لِذَلِكَ مِنْهَا. قَالَ فَقَالَ: "يَا أُمَّه إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي". قَالَتْ: "يَا بُنَيَّ وَمَا قُلْتُ؟ " قَالَ: "فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَيْهَا حَتَّى وَضَعَتْ قَدَمَهَا عَلَى خَدِّهِ".
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: "جَمَعَ أَبُو حَازِمٍ نَاسًا مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَأَتَوْا عُمَرَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، فَكَلَّمَهُ أَبُو حَازِمٍ4 فِي أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ مما حمل عليها من
__________
1 هو صاحب الترجمة التالية 74.
2 هو أبو محمد الضبعي البصري (122-208هـ) تقدم.
3 لعله، هو الذي ذكره الذهبي، فقال: محمد بن الليث، عن مسلم الزنجي- (ت179هـ) – لا يُدري من هو، وأتى بخبر موضوع. والظاهر أنه أبو الوليد السرخسي الراوي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (ت174هـ) قال السليماني: فيه نظر. انتهى.
وقال ابن حجر: "اسم أبي لبيد السرخسي: لمِازة –بكسر اللام وتخفيف الميم- ابن زياد الأزدي الجهضمي مات تسع وأربعين ومائة". (انظر: ميزان الاعتدال 4/23. وتقريب التهذيب 287) .
4 ستأتي ترجمته رقم 239.
الصفحة 199
592