كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

وذكر العباس بن محمد بن علي1، [191/ب] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ تُوُفِّيَ بِالشَّرَاةِ2 مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، (سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ3) 4. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. (وَقَدْ كَانَ أبو هاشم عبد الله بن محمد5 بن الحنفيَّة أَوْصَى إِلَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ، فَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَصِيُّ أَبِي هَاشِمٍ. وَقَالَ له أبو هاشم: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِنَّمَا هُوَ فِي وَلَدِكَ. فَكَانَتِ الشِّيعَةُ الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ أَبَا هَاشِمٍ وَيَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ، قَدْ صَارُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى محمد بن علي. وكان أبو هشام عَالِمًا قَدْ سَمِعَ وَقَرَأَ الْكُتُبَ)) 6. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ سَمِعَ أَيْضًا7، وَسَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْر مَتَى تُقطع التلبية؟
__________
1ابن عبد الله بن العباس، أبو الفضل ولي الجزيرة لأبي جعفر، وللرشيد سنة خمس وثمانين ومائة. مات ببغداد سنة ست وثمانين ومائة، وله خمس وستون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 377. وتاريخ بغداد 12/124) .
2الشراة: ناحية الشام بين دمشق والمدينة المنورة، وفيها قرية الحميمة التي كان يسكنها ولد علي ابن عبد الله بن عباس، أيام مروان بن محمد. (انظر: معجم البلدان 3/332) .
3وكذا قال ابن قتيبة، وابن كثير وصحح هذا التأريخ، وزاد ابن قتيبة وقيل: سنة اثنتين وعشرين ومائة، وبه قال ابن حزم. وقال غيرهم: سنة أربع وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 356. والمعارف لابن قتيبة 124. وتاريخ الطبري 7/199. وجمهرة أنساب العرب 20. والبداية والنهاية 9/340) .
4تهذيب التهذيب 9/355.
5ابن علي بن أبي طالب. وكان ثقة. وتوفي سنة تسع وتسعين بالشام. (انظر: تقريب التهذيب 188) .
6تهذيب التهذيب 9/355.أوردها مختصرة وبألفاظ مقاربة. (وانظر: طبقات ابن سعد 5/328) .
7سمع أباه، وروى عن جده مرسلاً، وعنه هشام بن عروة، وغيرهم. ووثقه ابن حجر، وقد أخرج له مسلم، والأربعة. (انظر: جامع التحصيل 328. تهذيب التهذيب 9/255. وتقريب التهذيب 312) .

الصفحة 244