كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

عنه ووجهه إلى الواقدي، بقوله: "ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعباً الزبيري ذكر ليحيى عنه حديث من المناكير التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب"1.
وكذا اعتذرا عنه عبد الكريم السمعاني (ت 562هـ) فقال: "حُكي أن ابن معين رماه بالكذب. ولعل الناقل عنه غلط أو وهم لأنه من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته"2. وقال الذهبي (ت 748هـ) : "هذه لفظة ظاهرها عائد إلى الشيء المحكي، ويحتمل أن يقصد بها ابن سعد، ولكن ثبت أنه صدوق"3. ولذا قال ابن تغري بردي (ت874هـ) بعد أن وصفه بالإمامة والفضل والعلم: "ووثقه غالب الحفاظ إلا يحيى بن معين"4.
ويظهر من أقوال النقاد أنهم لم يلمزوه في عدالته، بل عاب بعضهم عليه روايته عن الضعفاء. ويتضح ذلك في قول ابن صلاح (ت 213هـ) : "هو ثقة غير أنه كثير الرواية في الطبقات عن الضعفاء، ومنهم الواقدي محمد بن عمر"5.
وقال أبو حاتم (ت 327هـ) : "يصدق"6.
وقال ابن النديم (ت 385هـ) : "كان ثقة مستوراً عالماً بأخبار الصحابة والتابعين"7.
__________
1 المصدر السابق.
2 نظر: الأنساب للسمعاني 470.
3 انظر: ميزان الاعتدال 3/560.
4 انظر: النجوم الزاهرة 2/258.
5 انظر: مقدمة ابن صلاح 599.
6 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. وقد طرأ تغيير على هذه اللفظة فصارت "صدوق" وتنسب إلى أبي حاتم.
(انظر: ميزان الاعتدال 3/560. والعبر للذهبي 1/407. وغاية النهاية لابن الجزري 2/142. وشذرات الذهب 2/69.)
7 لعله أراد بقوله "مستوراً" أي أنه عفيف، لأن حملها على الجهالة الحال يتنافى مع توثيقه له والله أعلم
(انظر: الفهرست لابن النديم 145. والمعجم الوسيط 1/416. مادة: سَتَرَ) .

الصفحة 43