كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا
"مَا نَقْشُ خَاتَمِكَ؟ قَالَ: "حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" الآية قلت فَلِم نقشته هَذَا النَّقْشَ مِنْ بَيْنِ مَا يَنْقُشُ النَّاسُ الْخَوَاتِيمَ؟ " قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِقَوْمٍ قَالُوا: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء} 1. فقال مطرَّف: فَمَحَوْتُ نَقْشَ خَاتَمِي وَنَقَشْتُهُ (حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) 2.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: "كُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ نِصْفَ النَّهَارِ، مَا يُظلني شَيْءٌ [مِنَ] 3 الشَّمْسِ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بالنَّقِيع4 بالصُوريْن5، وَكَانَ حدَّاً، فَأَتَحَيَّنُ خُرُوجَهُ فَيَخْرُجُ فَأَدَعُهُ سَاعَةً، وأُريه أَنِّي لَمْ أُرده، ثُمَّ أَعْرِضُ لَهُ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدَعُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ البِلاط"6، أَقُولُ: "كَيْفَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ قال: كذا وكذا فَأَخْنس عنه"7) 8.
__________
1 سورة آل عمران الآية (173ـ174) ونص الآيتين {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} .
2 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 6/329 بسنده من طريق أخرى، باختصار.
3 التكملة يقتضيها السياق. ومن تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب.
4 النقيع: بالنون المفتوحة سمي بذلك لتجمع الماء فيه. وهو موضع قرب المدينة من الناحية الجنوبية الغربية بجانب وادي العقيق يبعد عن المدينة أربعة بُرد. (انظر: وفاء الوفاء 2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم المطابه 224، 415) .
5 والصَوران: تثنية صور، وهما موضعان بالنقيع. وأورد الفيروز أبادي خبر مجيئ مالك ... إلخ.
(انظر: وفاء الوفاء 2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم المطابه 224، 415) .
6 البِلاط: بفتح الموحدة وكسرها. هو موضع بين سوق المدينة والمسجد النبوي من ناحيته الشرقية امتد فيما بعد حتى أحاط بالحرم بمساحات مختلفة من جهة إلى أخرى، متشعباً نوعاً ما بين بعض المنازل. (انظر: وفاء الوفاء 1/230.ومعالم طابة 64) .
7 أخْنَس عنه: أتخلف وأتورى عنه. (انظر: المعجم الوسيط 1/230. مادة: خَنَسَ) .
8 تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب.
الصفحة 435