كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

الأخرى، مما جعله يكرر الترجمة في عدة مواضع من كتابه حسب تنقل الشخص. ولعله في بعض الأحيان يذكر نموذجاً من شيوخه، أو تلاميذه، وكلما كان صاحب الترجمة مشهوراً بعلمه وفضله برزت هذه التفصيلات وطالت الترجمة والعكس صحيح.ومن خلال هذه التفصيلات التي يذكرها ابن سعد تتضح مادته الغريزة بالأخبار التي كانت موضع اهتمام المؤرخين فيما بعد، والتي أوقفتنا على معالم الحياة العلمية والاجتماعية في النصف الأول من القرن الثاني الهجري.
كما التزم بذكر إسناد الروايات المختلفة التي ساقها في كتابه، مما يدل على أمانته العلمية، وصدق إخلاصه.
وإذا أراد أن ينهي الترجمة، فإنه يختمها بما يظهر له من حال الرجل جرحاً أو تعديلاً، وإلاَّ يسكت عن ذلك، ويشير إلى كثرة حديثه، أو قلته، وقلما يحيد عن هذه الطريقة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتم بذكر الموالي الذين عنُوا برواية الحديث. وتظهر تراجمهم قصيرة في الغالب.
موارده في هذا القسم:
لا يمكن الكلام بدقة عن طبيعة معلوماته التي نقلها عن كل شيخ من هؤلاء الشيوخ الذين ينيفون على الأربعين شيخاً، ولكن ابن سعد في هذا القسم اعتمد بصورة رئيسية على شيخه محمد بن عمر الواقدي الذي اعترف العلماء بغزارة معلوماته التاريخية، لكن المحدثين ضعفوه في الحديث1. وحكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه (متروك) 2، ولكنهم مع ذلك استمروا في النقل عنه،
__________
1 انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 104. والضعفاء والمتروكين للنسائي 93. وتهذيب التهذيب 9/363.
2 انظر: تقريب التهذيب 312.

الصفحة 66