كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

خاصة في السيرة وتاريخ صدر الإسلام. وقد نقل عنه ابن سعد في ثلاثة وأربعين ومائة موضع في هذا القسم وحده. ممل يدل على أنه مصدره الرئيسي في معلوماته المتعلقة بطبقات أهل المدينة. وبعض هذه الروايات عبر عنها ابن سعد بلفظ (قال) ، وعبر عن بعضها الآخر بألفاظ صريحة في السماع عن شيخه الواقدي، ومعظم هذه الروايات يتعلق بسني الوفيات، أو بفضل وورع صاحب الترجمة وجرأته في الحق، أو بمكانته الاجتماعية، أو بذكر المناصب الإدارية التي شغلها -ولاية أو قضاء-، أو بنشاطه الثقافي، أو بنوع اللباس الذي يلبسه والخضاب الذي يخضب به. وقد أشارت بعض هذه النصوص إلى بعض الحوادث التأريخية المشهورة. أو إلى بعض الأقوال المتعلقة بنقد الرجال وربما ورد فيها روايات حديثية.
ويلي الواقدي في كثرة الاقتباسات عنه في هذا القسم اثنان:
الأول- هو معن بن عيسى الأشجعي القزاز.
والثاني- مطرف بن عبد الله اليساري. وكلاهما من أهل المدينة. ومطلعان على أحوال علمائها ورواتها.
فأما معن بن عيسى، فقد نقل عنه ابن سعد في ثمانية عشر موضعاً نقلاً مباشراً، نصوصاً تتناول: عبادة صاحب الترجمة وانعكاس أثر ذلك عليه، وتسلمه لوظيفة القضاء، أو نوع اللباس، ونوع الخاتم وبأي يد يضعه، ونوع العمامة ومتى يضعها، ونوع الخضاب.
وأما مطرف بن عبد الله اليساري، فقد نقل عنه في ثمانية عشر موضعاً نقلاً مباشراً أيضاً، وسائر هذه النصوص يرويها مطرف عن مالك بن أنس عدا روايتين وتتعلق هذه النصوص بالمكانة العلمية لصاحب الترجمة، وبدرجة ورعه وتقواه وقد تتعلق بوصف شخصه، أو بوضع العمائم ونوعها. كما ورد في أحد

الصفحة 67