كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

لقد استقى ابن سعد روايات هذا القسم من عدد كبير ينيف على أربعين شيخاً، من مشاهير العلماء، أفاد منهم حسب الفنون التي تميزوا بها، مما يدل على حسن اختياره لمرويات كتابه من مظانها المتخصصة.
وتعظم أهمية هذا القسم من كتاب الطبقات بسبب فقدان المؤلفات الأولى من التواريخ التي تناولت تاريخ علماء ورواة المدينة المنورة في القرنين الأولين.
وتتضح أهميته أيضاً بنقول المؤلفين عنه في كتبهم المختلفة. فقد نقل عنه الطبري (ت 310هـ) في (تاريخ الأمم والملوك) . ووكيع بن حيان (ت 306هـ) في (أخبار القضاة) . والأصبهاني (ت 430هـ) في (حلية الأولياء) . وابن ماكولا (ت 475هـ) في الإكمال. والخطيب البغدادي (ت 463هـ) في (تاريخ بغداد) . وابن عساكر (ت 571هـ) في (تاريخ مدينة دمشق) . والذهبي (ت 748هـ) في (تاريخ الإسلام) و (سير أعلام النبلاء) و (تذكرة الحفاظ) و (ميزان الاعتدال) . وابن حجر (ت 852هـ) في (تهذيب التهذيب) و (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة) ، و (تبصير المنتبه) . وابن تغري بردي (ت 874هـ) 1. والسخاوي (ت 902هـ) في (التحفة اللطيفة) . والسيوطي (ت 911هـ) في (طبقات الحفاظ) . كما يتضح من الحواشي التحقيقات التي ذيلت بها هذا القسم من الطبقات.
ومما يزيد في أهمية هذا القسم، احتواؤه على بعض التراجم التي لا وجود لها في كتب التراجم التي بين أيدينا، وهذا يعطينا إضافة علمية جديدة قدمها لنا ابن سعد.
أضف إلى ذلك، أن هذا القسم سيكمل مصدراً من أقدم المصادر التي كتبت عن تاريخ المدينة المنورة، وهو كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد.
__________
1 يقول في (النجوم الزاهرة) 2/258، عند كلامه عن ابن سعد: (كان إماماً) فاضلاً عالماً حسن التصانيف، ونقلنا عنه كثيراً في الكتب.

الصفحة 70