كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

ابن عَيَّاشٍ1 -وَذَكَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- قَالَ: "ليُحْشَرَنَّ مِنْ دَيْر سَمعان2 رَجُلٌ كَانَ يَخَافُ رَبَّهُ".
قَالُوا: " وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِقَةً3 مَأْمُونًا، لَهُ فِقْهٌ وَعِلْمٌ وَوَرَعٌ، وَرَوَى حَدِيثًا كَثِيرًا، وَكَانَ إِمَامَ عَدْلٍ"4. رَحْمَهُ اللَّهُ ورضي عنه.
__________
1 هو أبو بكر بن عياش – بتحتانية ومعجمة- بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط –بمهملة والنون- مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه، وقيل في اسمه عشرة أقوال، ثقة عابد إلاَّ أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، مات سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل: قبل ذلك بسنة، أو سنتين وقد قارب المائة انظر: تقريب التهذيب/396.
2 دير سمعان: بفتح الدال، وسكون الياء، ويقال: سمعان بكسر السين وفتحها، يقال أنه دير قريب من دمشق في موضع نزه وبساتين، فيه قبر عمر بن عبد العزيز، وخرب بعد ذلك ولم يبق له أثر. وقال صاحب المراصد: المشهور أن عمر بن عبد العزيز مات بنواحي حلب، في قرية النقيرة، قرب معرَّة النعمان. وقبره معروف في هذه القرية. ويعرف الدير عند أهل المعرَّة ب (دير النقيرة) . ثم قال: ولعله كان يسمى دير سمعان، وسمعان هو سمعون الصفا. فلعله بنا هذا الدير على اسمه أيضًا فسمي به، وله عدة ديرة. (انظر: مراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي 2/564) .
3 مجمع على ثقته وإمامته. وعده الشافعي وغيره خامس الخلفاء الراشدين وقد أخرج له الجماعة. ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير وولي الخلافة بعده. وكانت خلافته من سنة تسع وتسعين إلى سنة إحدى ومائة.
(انظر: طبقات ابن سعد 5/330-408، والجرح والتعديل 3/1/122، وتذكرة الحفاظ 1/118، وتهذيب التهذيب 7/474، وتقريب التهذيب 255) . وقد أفرد له بعض المؤلفين قديمًا وحديثًا ترجمة مستقلة كأخبار عمر للآجري. وسيرته لابن عبد الحكم. وكتب عنه حديثًا أحمد شرباصي.
4 تهذيب التهذيب 7/476، وطبقات الحفاظ للسيوطي 46.

الصفحة 91