كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي عُبيدة بن محمد بْنِ عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ1، قَالَ: "جَاءَ كِتَابُ هشام بن عبد الملك [146/ب] إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ2 وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، أَنْ تَحُطَّ فَرْضَ آلِ صُهَيْب بْنِ سِنَانٍ3 إِلَى فَرْضِ الْمَوَالِي. فَفَزِعُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَهُوَ عَرِيفُ بَنِي تَيْم وَرَأْسُهَا، فَقَالَ: سَأَجْهَدُ فِي ذَلِكَ وَلَا أَتْرُكُ. فَتَشَكَّرُوا لَهُ، وَجَزَوْهُ خَيْرًا. قَالَ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ يَرْكَبُ كُلَّ سَبْتٍ إلى قباء4. قال: فجلس إبراهيم ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَلَى بَابِ دَارِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ5 بالبَلاط6 وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، فَنَهَضَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَخَذَ بمعرَفَة7 دَابَّتِهِ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأمير، حلفاء ولد
__________
1 ستأتي ترجمته رقم 348.
2 قتله الوليد بن يزيد سن خمس وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 362، وجمهرة أنساب العرب 148) .
3هو الصحابي الجليل صهيب الرومي من السابقين الأولين توفي سنة ثمان وثلاثين. (انظر: المعارف لابن قتيبة 264، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر 2/726، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 2/195) .
4 وفعله هذا سنَّة إذ كان صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً.
هذا حديث متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في صحيحه 2/146 في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. باب 4،3،2.ومسلم في صحيحه 2/1017في آخر الحج، حديث 1399. أخرجاه من حديث ابن عمر من طرق مختلفة، وبألفاظ متقاربة.
5 الزهري المدني القاضي، ابن أخي عبد الرحمن يلقب طلحة الندى ثقة مكثر فقيه مات سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنين وسبعين. (انظر: تقريب التهذيب 157) .
6 البلاط: يروى بفتح الموحدة وكسرها، موضع بالمدينة بين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سوق المدينة، مبلط بالحجارة، كان يشغل منطقة لا بأس بها حول مسجد النبوي. (انظر: مراصد الإطلاع 1/215، وخلاصة وفاء الوفا للسمهودي 172) .
7 معرَفَة الدابة: موضع منبت شعر عنقها. (انظر: المعجم الوسيط 2/595، مادة عَرَفَ) .

الصفحة 96