كتاب الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

إِبْرَاهِيمُ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلُوا يَرُدُّونَ الْإِبِلَ، وَيَضْرِبُونَ وُجُوهَهَا بِأَكِمَّتِهِمْ 1، وَاللَّهِ لَا نُدْخِلُهَا وَفِيهَا دِرْهَمٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتِ الْإِبِلُ. وَبَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ أَنْ تُصْرَفَ عَنْهُمُ الصَّدَقَةُ، وَأَنْ يُحْمَلَ إِلَيْهِمْ تَمَامُ عَطَائِهِمْ مِنَ الْفَيْءِ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ2، قَالَ: "حَضَرْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَمَاتَ بِمِنًي3، أَوْ لَيْلَةَ جَمْع4، فَدُفِنَ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ5، وَهُوَ مُحْرِمٌ6، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ مَكْشُوفًا، فَسَأَلْتُ، فَقَالُوا: [هُوَ] 7 أَمَرَ بِذَلِكَ، فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ8، وَأَنَا أَنْظُرُ، فخمَّر
__________
1 الأكمة: جمع كِم –بكسر الكاف- والكِم: وعاء الطلع وغطاء النور، أي هو الغلاف الذي يغلف أزهار النخيل بعد تحولها إلى حبات الطلع. (انظر: لسان العرب لابن منظور 5/430، وتارج العروس 9/50، مادة كَمَمَ) وقد يصل طول هذا الغلاف إلى متر واحد، وربما أراد بأكمامهم جمع كم –بضم الكاف- بدل الأكمة.
2 ستأتي ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب رقم 350.
3 منى: بكسر الميم. سميت بذلك لما يمنى بها من الدماء. وهي البقعة التي ينزل فيها الحاج أيام العيد.
(انظر: المناسك للحربي 505 ومعجم البلدان 5/198) . وتقع داخل حدود الحرام يحدها شرقاً وادي محسر وغرباً مكة المكرمة –حيث وصل البناء إليها حالياً-، ويحصرها جنوباً وشمالاً سلسلتان جبليتان وتبعد عن المسجد الحرام شرقاً 6كم.
4 ليلة جمع: هي تلك الليلة التي ينزل فيها الحاج من عرفات، ويبيتها في مزدلفة وجمع –بفتح الجيم- اسم مزدلفة، وسميت بها، لأنها يجمع فيها بين المغرب والعشاء. (انظر: مراصد الإطلاع 1/346) .
5 العقبة: هي جزء من منى، تقع بالجانب الغربي منها، على مشارف مكة وفيها بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار.
6 وذكر السخاوي أنه توفي بالمدينة. (انظر: التحفة اللطيفة 1/139) .
7 التكملة يقتضيها السياق.
8 ستأتي ترجمته رقم 21.

الصفحة 98