كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء

وأنشدني عمرو بن محمد أنشدنا الغلابي أنشدنا ابن عائشة ... غنى النفس يغني النفس حتى يعفها ... وإن مسها حتى بها يضر الفقر
وما شدة فاصبر لها إن لقيتها ... بدائمة إلا سيتبعها يسر ...

وأنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن زنجي البغدادي ... فيارب كره جاء من حيث لم تخف ... ومسرور أمر بالذي أنت خائف
ارى الناس مَا لم تبل إخوان ظاهر ... وإن تبل تنكر جل مَا أنت عارف ...

أنبأنا مُحَمَّد بْن عثمان العقبي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مهدي الأبلي حدثني مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عمر قَالَ سمعت سُفْيَان بْن عيينة وذكر عنده الفضل ابن الربيع وضرباؤه فأنشأ سُفْيَان يقول ... كم من قوي قوي في تقلبه ... مهذب الرأي عنه الرزق منحرف
ومن ضعيف ضعيف العقل مختلط ... كأنه من خليج البحر يغترف ...

قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه من نازعته نفسه إلى القنوع ثم حسد الناس على مَا في أيديهم فليس ذلك لقناعة ولا لسخاوة بل لعجز وفشل فمثله كمثل حمار السوء الذي يعرج بخفة حمله ويحزن إذا رأى العلف يؤثر به ذو القوة والحمل الثقيل فالقانع الكريم أراح قلبه وبدنه والشره اللئيم أتعب قلبه وجسمه والكرام أصبر نفوسا واللئام أصبر أجسادا
وأنشدني عمرو بن محمد أنشدنا الغلابي ... لعمرك مَا الأرزاق من حيلة الفتى ... ولا سبب في ساحة الحي ثاقب
ولكنها الأرزاق تقسم بينهم ... فما لك منها غير مَا أنت شارب ...

وأنشدني مُحَمَّد بن سعيد أنشدني هلال بْن العلاء الباهلي ... تجمل إذا مَا الدهر أولاك غلظة ... فإن الغنى في النفس لا في التمول
يزين لئيم القوم كثرة ماله ... وما زين الأقوام مثل التجمل ...

الصفحة 152