كتاب القطعية من الأدلة الأربعة

والذي تطمئن إليه النفس هو الرأي الثاني، وهو أن العلم أعم من القطع، لقوة ما يدل على ذلك كما سبق، والله أعلم.
2- اليقين1:
إلا أن أبا الوليد الباجي2 - رحمه الله - فرق بين العلم واليقين، بأن اليقين أعم من العلم، قال: "لأن العلم يتضمن التيقن ومن علم شيئا تيقنه وقد يتيقن بغير علم.. "3، ونقل عن الإمام مالك4 - رحمه الله - عبارة تشير إلى ذلك، وهي قوله: "إن لغو اليمين هو: أن يحلف الرجل على الشيء يتيقنه وهو على خلاف ما حلف عليه "5.
__________
1 انظر المستصفى1/135 والإحكام للآمدي1/68 وبيان المختصر1/18 والإبهاج لابن السبكي 1/323-324 وميزان الأصول لعلاء الدين السمرقندي ص9،450.
2 هو سليمان بن خلف بن سعد، أبو الوليد الباجي، فقيه أصولي، من تصانيفه: إحكام الفصول في أحكام الأصول، في أصول الفقه، وكتاب الحدود، والمنتقى شرح الموطأ، توفي سنة (474) هـ. انظر الديباج المذهب 1/377-385 سير أعلام النبلاء 18/535-545.
3 الحدود للباجي ص28.
4 هو مالك بن أنس بن مالك، أبو عبد الله الأَصبحي الحميري ثم المدني، إمام دار الهجرة وأحد أعلام الأئمة، ينسب إليه المذهب المالكي، أشهر مصنفاته: الموطأ، وذُكر له رسالة في القدَر، وأخرى في الأقضية، ورَوى عنه أصحابه مسائل كثيرة تضَمّن منها كتابُ (المدونة) ، توفي سنة (179) هـ. انظر الديباج المذهب 1/55 فما بعدها، حلية الأولياء6/316-355 ووفيات الأعيان 4/135-138 وسير أعلام النبلاء8/43-121.
5 الحدود ص 28.

الصفحة 37