كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

التمساح، إذا خرج إلى البر وأقام به.
ويقولون للبقعة البيضاءـ، تكون في البر أو البحر، بياضة.
والصواب: بياضة، بالتخفيف، لأنه يقال: في عين فلان بياضة وبياضا، وفي عينه كوكبة وكوكب.
وربما قالوا للأبقع من الكلاب وغيرها: بليق.
والصواب: بليق، بتخفيف اللام، على تصغير الترخيم، كما قالوا: زهير من أزهر، وسويد من أسود. ومثل للعرب: يجري بليق ويذم.
وقال بعضهم: يصلح أن يكون دبير الأسدي تصغير أدبر، في قول من قال في أبلق: بليق، وفي أسود: سويد، ويصلح أن يكون تصغير دبر، لأنه يقال: بعير دبر وأدبر، ومنه قول الشاعر:
هان على الأمس ما يلقى الدبر
وإنما سمى دبيرا لأن السلاح أدبرت ظهره، أي تركت به دبرا. وهؤلاء القبيلة: بنو دبير.
وفي قول الناس: بليق، بالتشديد، من العيب أيضا: أن الكلب والطائر وغيرهما سوى الفرس لا يقال فيه إلا أبقع. وإنما الأبلق في الخيل خاصة.
ويقولون للحب المزروع: زريعة، ويجمعونها على زراريع.
والصواب: زريعة، بالتخفيف، والجمع: زرائع.
ويقولون: قبو ويجمعونه على أقبية. والصواب: قبو بالتخفيف وإسكان الباء، وجمعه: أقباء على غير قياس. ولو جمع على القياس لقيل: أقب، كما يقال: أدل ودلاء، في جمع دلو. وهو من قولك: قبوت الشيء قبوا، إذا جمعته.
ويشددون الميم من الدم.

الصفحة 126