كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

والصواب: طريق الصبا. قال الشيخ أبو بكر: هكذا رواية أبي يعقوب بن خرزاذ، ورويناه عنه.
ومن ذلك قول ابن الرومي.
أضحى ينغصني النسيم سميه ... أفلا يهنئني النسيم نسيم
يبدلونه تبديلا قبيحًا، ولا يصح معه معنى.
وقول آخر:
لو عرفت الهوى عذرت ولكن ... هان لما خفي عليك عليك
يجعلونه مكان عليك الأولى: هواي، وهو غلط.
وقول آخر:
ولها في الفؤاد صدع مقيم ... مثل صدع الزجاج ليس يريم
يقولون: ولها في الفؤاد حب مقيم وذلك غلط. إنما هو صدع.
ومن ذلك قول ذي الرمة:
أقامت بها حتى ذوي العود والثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر
يقولون: وقفت بها حتى ذوي العود في الثرى. وليس كذلك.
إنما الرواية: أقامت بها يعني أن هذه المرأة أقامت بهذه الدار، زمن الربيع، للرعي، فلما كان وقت طلوع الثريا وجفوف الثرى، وانقطاع المرعى، رحلت عنها ورجعت إلى مكانها. وكذلك كانت العرب تتجع المراعي في الربيع، وتقيم بالأماكن الخصيبة، فإذا أقبل الحر وصوح النبت رجع كل قوم إلى مكانها، واجتمعوا على مياهم.

الصفحة 226