كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

جئت بها مكبرة رددتها إلى أصلها فقلت: بثنة كما تقول: عميرة وعمرة.
والبثنة: الزبدة، وهي أيضا الرملة السهلة.
قال لي حسن بن رشيق، رحمه الله: إذا وقع في شعر جميل حسمي فهو بالميم وكسر الحاء. وإذا وقع في شعر كثير فهو حسني بالنون وضم الحاء. وهو موضع أيضا. ومن ذلك قول البحتري:
عرج على حلب فرو محلة ... مأنوسة فيها لعلوة منزل
وقوله:
تناءت دار علوة بعد قرب ... فهل طفيف يبلغها السلاما
يضمون العين من علوة أيضا. وهو خطأ.
وقول آخر:
أبت الروادف والثدي لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا
يفتحون الدال من الثدي. والصواب: كسرها، لأنها جمع ثدي لا تصغيره.
وقال آخر:
فلم أبرح أجول به ... على بصري ومحجره
يقولون: ومحجره. وذلك غلط. إنما هو محجر على وزن مسجد، وقال أبو الفتح ابن جني: قرأت على أبي الطيب:
وقد صارت الأجفان قرحى من البكا ... وصار بهارا في الخدود الشقائق
فقال لي: قرحا، أما ترى بعدها بهارا؟ فالرواية: قرحًا بالتنوين.
وقول الشريف الضي:

الصفحة 228