كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

لو أن قومك نصلوا أرماحهم ... بعيون سربك ما أبل طعين
يقولون: أنصلوا فينقلب المعنى، لأن معنى أنصلت الرمح: نزعت نصله، ومنه قيل لرجب: منصل الأسنة، لأنهم كانوا ينزعون في الأسنة فلا يغزون ولا يتحاربون.
ومعنى نصلته: ركبت نصله. فأراد: لو أن قومك ركبوا عيون سربك على أرماحهم ما أبل طعين، أي ما أفاق مطعون بها. والسرب: جماعة النساء.
ومما يصحفونه قول جميل:
راحت بثينة في الخليط الرائع ... فانهل دمعك مثل غرب الماتح
يقولون: المايح بالياء. والصواب: بالتاء المعجمة من فوق.
وقول آخر:
وهل رفت عليك قرون ليلى ... رفيف الأقحوانة في نداها
يقولون: وهل زفت عليك. زفيف الأقحوانة، بالزاي.
والصواب: بالراء، ومعنى رفت ها هنا: اهتزت، وقول النميري:
مررن بفخ ثم رحن إلى منى ... يلبين للرحمن مؤتجرات
يقولون: مررن بفج بالجيم. وليس كذلك. إنام هو بالخاء. وفخ: موضع معروف ببعض نواحي الحرم. ويروى: متجرات بتاء واحدة مشددة، والمعنى واحد.
وقول أبي نواس:
ولو شئت دارت راحتي تحت قرقر ... من اللمس إلا من يدي حصان

الصفحة 229