كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

41 - باب ما يجري في ألفاظ الناس ولا يعرفون تأويله
من ذلك قولهم: ما يعرف كوعه من بوعه.
الكوع: رأس الزند الذي يلي الإبهام. والبوع: ما يلى طرفي يدي الإنسان إذا مدهما يمينا وشمالا. يقال باع وبوع. وقد بعت الحبل بوعا، إذا قسته بباعك.
ويقولون: قرطس على الشيء إذا أصاب قدره، أو عرف عدده بالحدس والتخمين.
أصل ذلك من إصابة القرطاس الذي ينصب غرضا للرماة، يقال: قرطس السهم إذا أصاب الغرض.
وقولهم: ما يدري ما طحاها.
إنما يريدون قول الله عز وجل: {والأرض وما طحاها} ومعنى طحاها: بسطها ووسعها. وقال الأصمعي: طحاها: مدها. ويقال: طحا قلبه في كذا وكذا، إذا تطاول وتمادى. ومنه قول علقمة:
طحا بك قلب في الحسبان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب
أي تطاول وتمادى في ذلك.

الصفحة 232