كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

وقولهم: مالك في هذا الأمر طباخ.
والطباخ أصله القوة والسمن، ثم استعمل في غيرهما، فقالوا فلان لا طباخ له، أي لا عقل له ولا خير عنده. قال حسان:
المال يغشى رجالا لا طباخ لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي.
ومنه قوله: لم تترك الفتنة من الناس طباخا.
وقولهم: ترقيق عن صبوح.
أصله أن ضيفنا نزل بقوم فقراء. فآثره بعشائهم، ثم جلسوا يحادثونه ويؤنسونه، فقال لهم: إذا أصبحت وتصبحت، أي طريق أسلك إلى موضع كذا؟ فقالوا له: أعن صبوح ترقق؟ يعنون بالصبوح الغداء، وهو يستعمل في الشراب والأكل جميعا.
وقولهم: قطع الله دابره.
قال الأصمعي: الدابر: الأصل، أي أذهب الله أصله.
وقال أبو عبيدة: دابر القوم آخرهم، يقال: دبرهم يدبرهم ويدبرهم، إذا كان آخرهم، وفي الحديث" من الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبريا" أي في آخر الوقت.
وقولهم: اقتلوني ومالكا.
أول من قال ذلك عبد الله بن الزبير، وذلك أنه عانق الأشتر النخعي في القتال، فسقطا إلى الأرض جميعا، واسم الأشتر مالك فنادى عبد الله بن الزبير: اقتلوني ومالكا. فضرب مثلا، لكل من أراد بصاحبه مكروها، وإن ناله منه ضرر.
وقولهم: لا فارق سوادي بياضه حتى يقضيني حقي.

الصفحة 236