كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

وهو محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السير والمغازي، وكان من أعلم الناس بالوقائع والأخبار والأحاديث، ما خلا الشعر، فإنه لم يكن له به علم. ويقال: إنه غير ثقة في نقل الأخبار. والمراد: سلموا الأحاديث إلى من هو أقعد بها وأعلم. ثم كثر استعمال ذلك، حتى صار المعنى: ردوا الحديث إلى من هو أهم به وأولى.
قال النحاس: وقولهم: فلان عيار.
هو في كلام العرب: الذي يخلي نفسه وهواها، لا يزجرها من: عارت الدابة، إذا انفلتت، وتعاير الرجل مشتق من هذا وقيل الأصل في هذا من: تعاير القوم، إذا ذكروا العار بينهم، ثم قيل لكل من تكلم بقبيح:
تعاير.
وقال غيره هو: الماجن الذي يخلط الجد بالهزل، يقال: مجن يمجن، والمجن، خلط الجد بالهزل.
وقولهم: ما يدري أين سفع به الزمان.
وإنما يقال: ما يدري أين سقع وصقع وزقع، بالسين والزاي والصاد.
أي ما يدري في أي صقع هو. والصقع والسقع: الناحية.
وقولهم للأسود: كوش. والصواب: كوشي، أو ابن كوشي، لأن كوشا ولد حام بن نوح عليه السلام. ومثل ذلك قولهم للاشتطاط وقلة الإنصاف: هذا حكم سدم. وإنما يقال: قاضي سدوم. وسدوم: موضع بالشام، كان قاضية يضاف إلى الجور، فيقال في المثل: أجور من قاضي سدوم.
وقولهم: لا تفيش علينا.

الصفحة 239