كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

والصواب: أرتّ بالتاء وفي لسانه رُتّة على وزن لُكنة، كما يقال: ألثغ، وبلسانه لثغة، ومنه خباب بن الأرتّ.
ويقولون: الرثم لضرب، من النبت.
والصواب: الرتم بالتاء.
وكان الرجل من العرب إذا أراد سفرا واتهم زوجه، عقد في الرتم عقدة، فإن وجدها -إذا رجع-بحالها، علم أنها لم تخنه، وإن وجدها قد انحلت علم أنها قد خانته. ويسمونها الرّتيمة. قال راجزهم في ذلك:
هل تنفعك اليوم إن همت بهم
كثرةُ ما توصي وتعقادُ الرّتم
فأما الرثم بالثاء، فبياض في جحفلة الفرس العليا.
ويقولون: لث التسويق وغيره، يلثه.
والصواب: لتّ بالتاء.
ويقولون: ثوي المال ومال ثاوٍ.
والصواب: تَوِيَ يتوى توًى فهو توٍ، على وزن: حذر يحذر حذرًا، فهو حذر.
فأما ثوى بالثاء فإن معناه: أقام، وهو على وزن: ضرب يضرب فهو ضارب، قال الله تعالى: {وما كنت ثاويا في أهل مدين} أي مقيما ثَم.
قال الحارث بن حلزة:
آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواءُ
إلا أنه ربما وقع في الرثاء: ثوى ومعناه: هلك في ذلك الموضع ولم ينقل منه، ففيه زيادة معنى على ثوي.
ومنه قول ذي الرمة:

الصفحة 24