كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

هو من المفايشة، وهي المفاخرة، فايش الرجل، إذا فاخر، قال الشاعر:
أيفايشون وقد رأوا حفاثهم ... قد عضه فقضى عليه الأشجع.
وقولهم: عرض سابري.
وهو من الثوب السابري، والسابري من الثياب: الرقيق الذي لابسه بين العاري والمكتسي، ثم استعير فقيل لكل من عرض على كل أحد عرضا خفيفا لم يبالغ فيه: عرض عرضا سابريا.
وقولهم: رجع بخفي حنين.
قال حمزة بن الحسن الأصبهاني: اختلف النسابون فيه وفي قصته وذكر أقوالا، اقتصرت منها على قول أبي عبيد القاسم بن سلام قال: كان حنين إسكافا من أهل الحيرة، فأتاه أعرابي فساومه بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، وأراد حنين أن يغيظ الأعرابي، فلما ارتحل أخذ حنين أحد الخفين فألقاه في طريقه، ثم استقام على الطريق، وألقى فيه الخف الآخر، وكمن للأعرابي. فلما مر الأعرابي بالخف الأول قال: ما أشبه هذا بخف حنين، فلو كان معه الآخر لأخذته. ومضى حتى انتهى إلى الخف الآخر، فأناخ راحلته مكانه، ورجع على طريقه لأخذ الخف الأول، فوثب حنين على راحلته فركبها وذهب بها. ورجع الأعرابي إلى الخف، وقد فقد راحلته، وأخذ الخفين معه وقصد نحو حيه، فقال له قومه: ما الذي جئتنا به من الحيرة؟ قال جئت بخفي حنين. فذهبت مثلا.
وقولهم أخلى من جوف حمار.
حمار: رجل من عاد، وجوفه واد كان يحله، ذو ماء وشجر، فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم، فكفر وقال: لا أعبد ربا فعل ذا ببني، ثم دعا قومه إلى الكفر، فمن عصاه قتله. فأهلكه الله تعالى، وأخرب

الصفحة 240