كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

قبلها، وإن شئت أثبتها، فقد اختار بعضهم حذفها، إلا يسئل وحده، فإنهم اتفوا على اختيار الحذف فيه لكثرة الاستعمال.
وتكتب: مسئلة، وأصحاب المشئمة، بالحذف.
وكذلك يكتب: مسئوم، ومسؤل، بواو واحدة، لسكون ما قبلها واجتماع واوين. ومنهم من يكتبه بواوين.
وإذا كانت الهمزة متوسطة وقبلها ضمة، كتبتها واوا، وإن انكسرت أو انفتحت نحو هذه اكمؤك، ورأيت أكمؤك، ومررت بأكمؤك.
وإن كانت قبلها كسرة كتبتها ياء، وإن انضمت أو انفتحت، نحو: هذا منبئك، ورأيت منبئك، ومررت بمنبئك، وهو يقرئك السلام، ولن يقرئك السلام، وما أشبه ذلك. فإن كان بعد هذه الهمزة واو، نحو: يقرؤون، ويستهزؤن كتبتها بواو واحدة بغير ياء. وهو مذهب البصريين.
وإن شئت كتبتها: يستهزئون، بياء بعدها واو، وهو مذهب الكوفيين، والأخفش.
وإن كانت الهمزة عينا متحركة، وما قبلها متحرك، كتبتها بالحرف الذي هو جنس حركتها: فإن كانت مضمومة كتبت واوا، نحو قولك: رؤوف، ولؤم الرجل. وإن كانت مفتوحة كتبتها ألفا.
نحو سأل، وزأر الأسد وإن كانت مكسورة كتبتها ياء.
نحو سئم، ورئم، إذا ألف، وكذلك إن كان ما قبلها مضموما، نحو: سئل، ورئي، ودئل، قال محمد بن سلام الجمحى: الدئل، مهموز، مضمونة الدال، مكسورة الياء، في كنانة. وهم رهط أبي الأسود. وقال الدنيوري: أما رإي وحدها، فإنها تكتب بالألف، لئلا يجتمع ياءان. والأول أحسن.

الصفحة 255