كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

وكذلك هي مع المكنى في كثرة الصحبة. تقول: هأنذا وهأنت ذا وهأنتم تكتب بألف واحدة، لأنها مع المكنى كالحرف الواحد. والساقط ألف أنت بدليل قولهم ها نحن. هذا قول الفراء. وهو الصحيح.
وإذا اجتمعت واوان حذفت واحدة إذا كانت مضمومة نحو: داود، طاوس، وجاؤا، وشاؤا، {باؤا بغضب من الله} و {يلون ألسنتهم} ويؤب، ويؤده، وقؤل، وسؤل، وقد كتب ذلك بعضهم بواوين، والحذف أقيس.
فأما إن اكنت الواو الأولى مفتوحة، فلابد من إثباتهما جميعًا، نحو: استووا، واكتووا.
وإذا اجتمع ثلاث واوات حذفت واحدة، واقتصرت على اثنتين، نحو قوله تعالى: {كووا رءوسهم}.
وكذلك إذا انضم ما قبل الواو الأولى، نحو: يسوؤن، وينوؤن، ومدعوون، ومرجوون.
ومما زادوه في الكلمة للفرق بينها وبين غيرها: الواو في عمرو ما لم يكن منصوبا، لأن ألف الصرف حينئذ تفرق بينه وبين عمر إذ كان عمر لا ينصرف.
وكذلك زادوا الواو أيضا في أولاء وفي أولئك للفرق بينه وبين إليك.
وزادوها أيضا في يا أوخي في التصغير، للفرق بينه وبين يا أخي غير مصغر. وزادوا الألف في مائة للفرق بينها وبين منه.
وكل حرف في أوله لام فإنك إذا أدخلت عليه لام التعريف كتبته بلامين، نحو: اسم الله تعالى، واللحن، واللحم، واللبن، واللجام، إلا الذي والتي

الصفحة 260