كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

فإنهم كتبوها بلام واحدة، لكثرة الاستعمال. وأدخلوا اللام في تثنية الذي فكتبوا اللذان واللذين بلامين لفرق بين التثنية والجمع، لأنهم كتبوا الذين في الجمع بلام واحدة، كما كتبوا الواحد. فأما التان والتين والتي فبلام واحدة، لأنه لا يلتبس تثنيته بجمعه. وقد كتب قوم: اللتان واللتين بلامين، لتجري تثنية المذكر والمؤنث مجرى واحدا. وهذا هو الصحيح. ألا ترى أنهم كتبوا اللذين بلامين في الرفع، لئلا يختلف الحكم في الرفع والنصب والخفض، ولو كتبوه بلام واحدة لكان لا يلتبس بالجمع كما يلتبس اللذين.
واختلفوا في الليل والليلة وكتبه بعضهم بلام واحدة، وكتبه بعضهم بلامين.
وزعم الدينورى أن بعض الكتاب قد استعمل حذف إحدى اللامين من اللهو واللعب ونحو ذلك. تشبيها بـ الذي وعاب ذلك عليهم، وقال: الصواب أن يكتب جميع ذلك بلامين، إلا الذي والتي والذين.
وإذا أدخلت لام الجر على هذا الضرب اجتمعت ثلاث لامات، فتحذف واحدة وتكتبه بلامين نحو: للبن، وللجام؟
ومما حذفوا منه الألف قولهم في الاستفهام: عم يتساءلون، وعم تسأل؟ وفيم جئت؟ ولم تكلمت؟ وبم، وحتام، وعلام؟
فإذا كان الكلام خبرا أثبتوا الألف فقالوا: سل عما أردت، وتكلم بما أحببت، إلا شئت وحدها، فإن العرب تنقص الألف معها خاصة، في المعنيين جميعا، الجر والاستفهام، فتقول: ادع بم شئت، وسل بم شئت، وخذه بم شئت.
ونكتب فيم أنت؟ موصولة. فإن كان الكلام خبرا قطعت فقلت: تكلم في ما أحببت لأن ما في موضع اسم.
وأما كلما فإذا كانت ما بعدها اسما بمعنى الذي فصلتها من كل، فتكتب: كل ما كان منك فحسن وإن كل ما تأتيه جميل، لأنه يجوز أن تقول: كل الذي

الصفحة 261