كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

كان منك فحسن، وإن كل الذي تأتيه جميل. وإذا لم تكن في موضع اسم وصلتها فقلت: كلما جئتك أحسنت إلي، وكلما سألتك أجبتني، لأنه لا يجوز فيه الذي.
وكذلك هي مع إن: إذا كانت صلة وصلتها، كقولك: إنما فعلت كذا، وإنما أنا أخوك، وإذا كانت في موضع اسم فصلتها، كقولك: إن ما عندي أحب إلي، وإن ما جئت به قبيح، وكتبت في المصحف، وهي اسم، بالوجهين، كبتوا: {إن ما تدعون لآت} مقطوعة، وكتبوا: {إنما صنعوا كيد ساحر} موصولة. والأحسن أن تقطع الاسم وتصل الصلة. وكذلك هي مع أين، إذا كانت صلة وصلتها، كقولك: أينما كنت فافعل كذا، ونحن نأتيك أينما تكن، {أينما تكونوا يدرككم الموت} وإذا كانت في موضع اسم فصلتها، فقلت: اين ما كانت تعدنا؟ اين ما كنت تقول؟
وكذلك هي مع أي: تصلها إذا كانت صلة، كقولك، أيما الرجلين لقيت فأكرم: {وأيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي} لأنك تقول: أي الرجلين لقيت فأكرم. وتفصلها إذا كانت في موضع اسم، كقولك: أي ما عندك افضل، أي ما تقول أوفق. وأما حيثما فهي موصولة. وقد فصلها بعضهم، وذلك خطأ لأن ما صلة فيها.
ونعما: إن شئت وصلتها، وإن شئت فصلتها. والأحسن أن تصلها للإدغام، ولأنها موصولة في المصحف.
بئسما كذلك. لأنها، وإن لم تكن مدغمة، فهي مشبهة بها وحجة من قطع نعما وبئسا أن ما فيهما بمعنى الاسم. وفيمن: إن أردت الاستفهام

الصفحة 262