كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

وصلت، وإن لم ترد الاستفهام فصلت، فتكتب: فيمن رغب؟ موصولة. وكن في من عرفته راغبا، مقطوعة.
فأما عمن وعما وممن ومما فموصولات أبدا على كل حال، للادغام، هذا قول ابن قتيبة، وقال الدينوري، كتب بعض الكتاب ممن بالإدغام، والقياس للانفصال. وكتبوا عن من على الانفصال. وعما على الاتصال، والقياس الانفصال.
وتكتب كيما موصولة وكي لا مقطوعة.
والفرق بينهما أن ما لم تحدث في كي معنى غير الذي كان فيها، لأنك تقول: جئتك كي تكرمني، وكيمت تكرمني، فيكون المعنى واحدا، وما صلة. وإذا أدخلت لا على كي انتقض معناها، لأن قولك: جئتك كي تكرم زيدًا، نقيض قولك: جئتك كي لا تكرم زيدًا.
وقال الدينوري: وقد كتبوا كيلا موصولا ومقطوعا، والاختيار القطع، كما كان الاختيار في كيما الوصل. وكذلك هلا الاخيتار الوصل.
وقال أبو الحسن المهلب: جائز أن توصل كيلا.
وتكتب: أردت ألا تفعل ذاك، وأحببت ألا تقول ذلك. ولا تظهر ان في الخط ما كانت عاملة في الفعل، فإذا لم تكن عاملة في الفعل أظهرتها في الخط، نحو: علمت أن لا يقوم زيد، لأنها خففت من الثقيلة، وحذف الاسم المضمر الذي معها، إذ كان الأصل: علمت أنه لا يقوم زيد، فلو حذفت النون الباقية من الخط لكان ذلك إجحافا، وكذلك إذا كتبت: علمت أن لا خير عند زيد، وظننت أن لا بأس عليك، تظهرها أيضا، لأنها مخففة من الثقيلة.
وإذا كتبت: إلا تفعل كذا يكن كذا، كتبتها على الادغام، ولم تظهر إن. وقال الدينوري: كتبوا إن لا تقم أقم، وإلم تقم أقم، بالإدغام والإظهار والاختيار الإظهار. وتكتب: لئن فعلت كذا لأفعلن كذا، بالياء.
وكذلك: لئلا مهموزة وغير مهموزة، بالياء أيضا، اتباعا للمصحف فيهما.

الصفحة 263