كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

قيل: إن الذئب والضبع إذا اجتمعا لم يؤذيا، وشغل كل واحد منهما الآخر.
وقال آخر في وصف راع:
صلت العصا بالضرب قد دماها
تحسبه من حبها أخاها
يقول ليت الله قد أفناها
يقال للراعي، إذا كان قليل الضرب لإبله: إنه لصلب العصا يراد أن عصاه صلبة صحيحة، لأنه لا يعلمها فتشظى وتكسر، وأراد بالضرب: السير في البلاد في طلب المرعى. ومعنى دماها: صيرها كالدمى سمنا، جمع دمية. وأفناها: أنبت لها الفنا، وهو فيما يقال الزعرور. وقيل: عنب الثعلب.
وقال آخر:
ألا إن قومي لا تلط قدورهم ... ولكنما يوقدن بالعذرات
يعني أن قدورهم لا تسترن، ولكنما يوقدن بالأقنية، يقال للفناء: عذرة وتلط: تستر، يقال: لط حقي يلطه إذا ستره.
وقال آخر:
اليوم يوم بارد سمومه ... من جزع اليوم فلا نلومه
يريد أنه ثابت سمومه، يقال: برد لي على فلان حق. أي وجب لي وثبت. ويكون برد بمعنى فتر وضعف. من قولهم برد القتال. وليس من البرد.
والسموم: شدة الحر.
وقال آخر:
صبرت على طول ليل الصدور ... وأسعفته ثم لم يسعف

الصفحة 300