كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم
والدميم كذلك القصير أيضا، قال ابن دريد: والدمة: القملة والنملة الصغيرة، وأحسب أن منه اشتقاق الدميم.
فأما الذميم بالذال، فهو المذموم، وفي الحديث: أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، دار سكناها، والعدد كثير والمال وافر، فقل العدد وذهب المال، فقال صلى الله عليه وسلم:"دعوها ذميمة".
ويقولون: رجل معربذ، وفيه عربذة. ورجل ذاعر وفيه ذعارة.
والصواب: بالدال غير معجمة، في الجميع.
ويقولون للدابة إذا اشتهت الفحل: مؤذية.
والصواب: مؤدية بتخفيف الياء ودال غير معجمة، وقد أودت الفحل إذا أطاعته.
ويقولون: لبست بدلة من ثيابي.
والصواب: بذلة بالذال معجمة وكسر الباء.
ويقولون: هوذج.
والصواب: هودج بالدال وفتحها، والجمع هوادج.
ويقولون: تدعدع البناء.
والصواب: تذعذع بالذال معجمة، وأصل التذعذع: التفرق، ومعنى تذعذع البناء: تفرقت أجزاؤه.
وقال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمن ماضن أحدكم بماله حتى إذا كان عند موته ذعذعى ها هنا وها هنا. وتذعذع مثل تضعضع، فأما الدعدعة بالدال غير معجمة فتحريكك المكيال ليسع ما تجعله فيه. وقال ابن دريد: دعدعت الإناء دعدعة إذا ملأته وأنشد لبيد:

الصفحة 32