كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

والرمي لا يوصف بالشدة، وإنما يوصف بالسداد، وهو الإصابة، يقال: رام مسدد مسدَّد، وهذا البيت من أبيات لمعن بن أوس. قالها في ابن أخت له.
ومنه قول أبي تمام:
وكذاك الرامي المسدد يحتا ... ل مع العلم أنه سيصيب
سددت إليه الرمح، إذا مددته نحوه، كأنك قصدت إلى إصابته، ومن ذلك قول المتنبي:
وما أنا إلا سمهري حملته ... فزين معروضا وراع مسددا
قال ابن السكيت: لا يقال سددت الخرق فاستد، لأن استد من السداد، وإنما يقال: فانسد، ومن ذلك قول ذي الرمة:
كأنني من هوى خرقاء مطرف ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم
السأو: الهمة، والسأو أيضا، الوطن، والمطرف: المستحدث الملك الذي لم يأنس بالمكان، والأظل: ظرف المنسم، وقيل: بل هو ما تحت المنسم.
وكذلك قول الأعشى بالسين غير معجمة أيضا:
وقد أخرج الكاعب المستراة من خدرها وأشيع القمارا.
يقال: استريت الجارية، أي اخترتها سرية. ويعني بالقمار: الأزلام وما شاكلها. ومما يشكل من الأسماء.
الأسعر الجعفي الشاعر، بالسين غير معجمة.
والأشعر الرقبان الشاعر، بالشين معجمة.
ومما يشكل من هذا الباب:
رجل شجاع، وشجيع، بين الشجاعة

الصفحة 41