كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

كلام الناس المتداول بينهم. وأقتصر من ذلك على حرف الظاء خاصة، لأنه الأقدم، لأن ترك العلامة علامة،
وقد استخرج قوم ما في القرآن من ظاء، وكان قدر ثلاثين كلمة، سوى ما يشتق منها، ونظمها جماعة من الشعراء، فابتدأت بما في القرآن وهو: الظهر، والظهار، والظهير، والظهور، والظهور، والظهيرة، والنظر، والانتظار، وانظرني، والظلة، وظل وجهه، والظلم، والظلام، والعظيم، والظُهُر، ومحظور، ومحتظر، والفظ، والحظ، واللفظ، والحفظ، والغيظ، والغيظ، والموعظة، واليقظة، والظن، والظعن، والتلظي، والشواظ، والظمآن، والكظيم.
فهذه التي في القرآن، وكثير منها بعضه مشتق من بعض، كالظهار: من الظهر، والظلة: من الظل، ونحو ذلك.
فأما تضافر القوم إذا تعاونوا وتناصروا، فليس هو من الظفر، وإنما هو بالضاد، من ضفر الحبل، قال علي عليه السلام: يا عجبا كل العجب، من تضافر هؤلاء القوم عليكم على باطلهم، وفشلكم مع حقكم.
وإنما أتيت بجملتها ولم أقتصر على الأصول منها حرصا على البيان، لأن أكثر الناس لا يعرفون الاشتقاق.
وأما ما ليس في القرآن مما يكثر استعماله، فقدر عشرين كلمة، وهي: ظرف كل شيء: وعاؤه، والظرف أيضا مصدر الظريف، وظلف البقرة وغيرها، والظئر: التي تعطف على غير ولدها، والظنة: التهمة، من قوله

الصفحة 67