كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

قال عمر: ["صدق] 1 بينما أنا عند آلِهَتِهم إذ جاء رجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخاً قط أشدَ صوتاً منه"، يقول: "يا جليح أمر نجيح، يقول فصيح، يقول: لا إله إلا الله"2، فوثب القوم، قلت: "لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح3، أمر نجيح، رجل فصيح أو قال: يصيح"4 يقول: "لا إله إلا الله"، فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي"5.
وفيه عن سعيد بن زيد6 أنه قال لقوم: " [لو] 7 رأيتني موثِقي عمرُ على الإسلام، أنا وأخته وما أسْلَمْ"8.
وفيه عن عبد الله بن عمر قال: "لما أسلم عمر، اجتمع الناس إليه عند داره، وقالوا: "صَبَأَ9 عمر" وأنا غلام فوق ظهر بيتي، فجاء رجل عليه قباء ديباج10، فقال: "قد صبأ عمر، فما ذاك؟ فأنا له جار"، قال: فرأيت الناس تصعدوا عنه، فقلت: من هذا؟ قالوا: "العاص بن وائل"11.
__________
1 سقط من الأصل.
2 في رواية الكشميهني: (لا إله إلا أنت) . (فتح الباري 7/181) .
3 الوقح: المكاشف بالعداوة. (اللسان 2/426، فتح الباري 7/181) .
4 انظر: فتح الباري 7/181.
5 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم: (3653) .
6 ابن نفيل العدوي، أحد العشرة، توفي سنة خمسين أو بعدها بسنة أو سنتين. (الإصابة 3/96، التقريب ص 236) .
7 سقط من الأصل.
8 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم: (3654) .
9 صَبِأَ: خرج من دين إلى دين آخر. (القاموس ص 56) .
10 الديباج: هي الثياب المتخذة من الإبريسم، فارسي معرب. (السان العرب 2/262) .
11 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1403، رقم: (3652) .

الصفحة 147