كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

وعن عائشة - رضي الله عنها - قال: "كنت آكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيساً1، فمر عمر فدعاه فأكل، فأصاب يده إصبعي، فقال: "لو أطاع ما أرى فيكن2 ما رأتكن عين"، فنزلت آية الحجاب"3. / [12/أ] .
وذكر أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) عن عمر رضي الله عنه: "وافقت ربّي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي أسارى بدر"4.
قال عمر رضي الله عنه: "لما كان يوم بدر وهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون وأسر سبعون، استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، فقال لي: "ما ترى يا ابن الخطاب؟ "، فقلت: أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن عليّاً من عقيل5 فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم، فلم يهوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت،
__________
1 الحيس: الخلط، وتمر يخلط بسمن وأقط، يعجن شديداً، ثم يندر منه نواه، وربما جعل فيه سويق. (القاموس ص 696) .
2 في تفسير ابن كثير، والمناقب (لو أطاع فيكن ما رأتكن) .
3 أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/45، وإسناده حسن، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 22.
4 أبو القاسم: سير السلف 134، وسبق تخريجه ص 189.
5 عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أسلم عام الفتح، وتوفي في أول خلافة يزيد. (الإصابة 4/255) .

الصفحة 189