كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

فاستأذن رجل طوال أصلع، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكت"، فدخل فتكلم ساعة ثم خرج، فأنشدته ثم جاء؛ فسكتني النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فقلت: "يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له؟ "، فقال: "هذا عمر، هذا رجل لا يحب الباطل" 1.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة23 - رضي الله عنهما - عن الأسود التميم ي، قال: "قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنشده، فدخل رجل طوال أقنى"4، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسك" فلما خرج قال: "هات"، قلت: من هذا يا نبي الله الذي إذا جاء قلت: أمسك، وإذا خرج قلت: هات؟ قال: "هذا عمر بن الخطاب" 5.
__________
1 أبو نعيم: الحلية 1/46، من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن عليّ ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأسود. وأخرجه بنحوه من طريق حماد سلمة عن علي بن زيد، أحمد بن حنبل (المسند 3/435) ، والمقدسي في أحاديث الشعر ص 77.
وعلي بن زيد ضعيف. (التقريب رقم: 4734) ، لكن تابع عليّاً الزهري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فيما أخرجه الطبراني 1/265، وأبو نعيم في الحلية 1/46، وهو الحديث الآتي، فيكون الحديث حسناً لغيره.
2 في الأصل: (أبي بكر) ، وهو تحريف.
3 عبد الرحمن بن أبي بكرة: نفيع بن الحارث الثقفي البصري، ثقة، توفي سنة ست وتسعين. (التقريب ص 337) .
4 الأقنى: من الأنوف والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير فج. (لسان العرب 15/203) .
5 الطبراني: المعجم الكبير1/287، وأبو نعيم: الحلية1/46، والحاكم: المستدرك3/615. وقال: "صحيح الإسناد". فتعقبه الذهبي بقوله: "معمر له مناكير". وذكر الهيثمي وقال: "ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف". (مجمع الزوائد 9/66) ، قلت: في إسناده معمر بن بكار السعدي، قال العقيلي: "في حديثه وهم لا يتابع على أكثره". وقال الذهبي: "صحيح". (الضعفاء 4/207، ميزان الاعتدال 4/153) .

الصفحة 196