كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

فرجّ الناس، وناشدوه: يا صاحب رسول الله من التاسع؟ قال: "لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المسلمين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتم العاشر، ثم قال: "لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبّر فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم ولو عُمِّر عمر نوح"1.
كذا وقع في هذا الحديث ابن مالك وعليها ضرب.
قلت: "هو سعد بن مالك".
قال البخاري: "سعد بن أبي وقاص الزهري، وهو سعد بن مالك"2. / [16 / أ] .
فصل
ومما يدل على فضله من حيث العموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ3 أحدهم، ولا نصيفه" 4.
وعن أم مبشر5 أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل النار إن شاء الله
__________
1 لم أجده فيما تبقى من أحاديث السكري، والحديث أخرجه أحمد بسند صحيح في (المسند 3/108) ، وأبو داود: السنن 4/212، وابن ماجه: المقدمة مختصراً 1/48، رقم: 133، وأبو نعيم: الحلية 1/95، 96، عبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة لأحمد 1/120-121.
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1363.
3 المد: مكيال، وهو رطلان، أو رطل وثلث، أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدّ يده بهما، وبه سُمِّي مُدّاً. (القاموس ص 407) .
4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1343، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1967، رقم: 2540.
5 أم مبشّر الأنصارية، صحابية مشهورة. (التقريب ص 758) .

الصفحة 205