كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

أحد من أصحاب الشجرة1 الذين بايعوا تحتها" 2.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر، فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" 3.
وروى ابن أبي شيبة4 في كتاب الأدب عن أبي سعيد الخدري، قال: "قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية5: "لا يوقد أحد ناراً بليل"، ثم قال لنا: "أوقدوا واصطنعوا6 فإنه لا يدرك أحد مدكم ولا صاعكم" 7، 8.
وعن العرباض بن سارية9، قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "عليكم
__________
1 أي: أصحاب بيعة الرضوان.
2 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1943، رقم: 2496.
3 أخرجه بأطول البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد 3/1095، رقم: 2845، ومسلم الصحيح: كتاب فضائل الصحابة 4/1941، رقم: 2494.
4 عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، توفي سنة خمس وثلاثين ومئتين. (التقريب ص 320) .
5 الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هنالك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها، وتعرف الآن بالشميسي، وهو غرب مكة بينها وبين المسجد قرابة اثنين وعشرين كيلاً. (معجم البلدان 2/229ومعجم معالم الحجاز2/248) .
6 في الأصل: (وصطبغوا) ، وهو تصحيف.
7 الصاع: الذي يكال به، وهو أربعة أمداد. (القاموس ص 955) .
8 ابن أبي شيبة: المصنف، كتاب الأدب 8669، رقم: 5970، والحديث أخرجه أحمد في المسند 3/26، وأخرجه الحاكم وقال: (صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي) . (المستدرك 2/26) .
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 6/145، وعزاه لأحمد، وقال: "رجاله ثقات"، وحسنه ابن حجر، وصحّحه الألباني. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/63) .
قلت: وهو كما قال ابن حجر، ففي إسناد سمعان الأسلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به. (تهذيب التهذيب 4/238) .
9 السُّلمي، صحابي، كان من أهل الصفة، ونزل حمص، توفي بعد السبعين. (التقريب ص 388) .

الصفحة 206