كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

أحمد إن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي عقابي، وقد أعطيتكم1 قبل أن تسألوني، وقد غفرت لكم قبل أن تعصوني، من جاءني يوم القيامة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسولي وعبدي جعلت / [16 / ب] الجنة مأواه، وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر" 2.
وعن معاذ بن جبل3 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "أمتي أمة، توفي سبعين أمة هي خيرها وأكرمها على الله عزوجل" 4.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون والأوّلون يوم القيامة، ونحن أوّل من يدخل الجنة" 5.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي" 6.
__________
1 في الأصل: (أعيتكم) ، وهو تحريف.
2 أخرجه ابن مردويه في الدر المنثور للسيوطي 6/418، 419، بنحوه عند تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} ، وذكره البغوي في تفسيره (معالم السنن) 3/448، وقال: "روي عن ابن عباس، ورفعه بعضهم"، فتصديره للرواية بقوله: (وروي) يشعر بضعفه عنده، وأورد الثعلبي في تفسيره عند هذه الآية نحواً منه عن وهب بن منبه ج 3/ ق 148/ ب، وأورده ابن قدامة: في منهاج القاصدين ق 4 / أ - ب.
3 الأنصاري الخزرجي، مشهور، من أعيان الصحابة، شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، توفي بالشام سنة ثماني عشرة. (التقريب ص 535) .
4 أخرجه ابن قدامة في منهاج القاصدين ق 6/أ، وأخرجه من طريق آخر أحمد: المسند 5/5، وابن ماجه: السنن 2/1433، والترمذي: السنن 5/226، وقال: "هذا حديث حسن"، وقد رَوَى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .
5 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب الجمعة 1/299، رقم: 836، ومسلم: الصحيح، كتاب الجمعة 2/585، رقم: 855.
6 أخرجه البغوي في تفسيره (معالم التنزيل) 1/342، ابن عدي: الكامل 4/1448، الطبراني: الأوسط 1/512-513، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن عقيل ولا عن ابن عقيل إلا زهير ولا عن زهير إلا صدقة، تفرد به عمرو"، وابن قدامة: منهاج القاصدين 7/أ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 1/69، وقال: "وفيه صدقة بن عبد الله السمين وَثَّقه أبو حاتم، وضعّفه جماعة فإسناده حسن"، قال ابن حجر: "صدقة بن عبد الله ضعيف". (التقريب ص 275) .

الصفحة 208