كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

أغار يا رسول الله"1.
ومن طريق أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصرٍ من ذهبٍ، فقلت: "لمن هذا القصر"؟، قالوا: "لشاب من قريش"، فقلت: "لمن"؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، قال: "فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته"، قال عمر: "عليك يا رسول الله أغار"؟! 2.
ومن طريق جابر بن عبد الله [قال] 3: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت فيها داراً أو قصراً فسمعت فيها ضوضاء4 أو صوتاً فقلت: لمن هذا"؟، فقيل: "لابن الخطاب"، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك"، فبكى عمر وقال: "أو يغار عليك! "5 / [17/ ب] .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائمٌ رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمصٌ؛ فمنها ما يبلغ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ دون ذاك، وعرض عليَّ عمر وعليه قميص اجترّه"6 قالوا: "فما أوّلته يا رسول الله"؟، قال: "الدين "7.
وفي الصّحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا على
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 31، وقد سبق تخريجه ص 244، 245.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 31، أحمد: المسند 3/107، بلفظه وإسناده صحيح.
3 سقط من الأصل.
4 الضوضاء: أصوات الناس في الحرب. (القاموس ص 57) .
5 ابن الجوزي: مناقب ص 32، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم: 2394، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 7/4.
6 أي: لطوله، وفي رواية: (يجره) . (انظر: فتح الباري 7/51) .
7 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1349، رقم: 3477، مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1859، رقم: 2390.

الصفحة 214