كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

بئرٍ أنزع منها، إذ جاء أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدّلو1، فنزع ذنوباً2، أو ذنوبين، وفي رواية: نزعه ضعف، وغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غرباً3، فلم أر عبقرياً4، من الناس يفري5 فريَه حتى ضرب الناس بعطن" 6، 7.
وفي رواية: "رأيت الناس اجتمعوا فقام8 أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب فاستحالت غرباً فما رأيت عبقرياً من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن" 9.
وفي رواية لمسلم: "رأيت كأني أنزع دلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، فنزع نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غرباً فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا العطن" 10.
ولفظ البخاري: "بعطن" 11.
__________
1 الدلو: واحدة الدلاء التي يستقى بها. (لسان العرب 14/265) .
2 الذنوب: الدلو الممتلئ ماء. (لسان العرب 1/392) .
3 الغرب: الدلو العظيمة، التي تتخذ من جلد ثور. (لسان العرب 4/534) .
4 العبقري: هو الحاذق في عمله، وعبقري قومه، سيدهم. (النهاية 3/173، لسان العرب 4/534) .
5 الفري: القطع للإصلاح، والمقصود أنه كان يأتي بالعجب في عمله. (النهاية3/442، 15/153) .
6 العطن: هو مبرك الإبل حول الماء، ضرب ذلك مثلاً لاتساع الناس وما فتح الله عليهم من الأمصار. (النهاية 3/258، ولسان العرب 13/386) .
7 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2575، رقم: 6616.
8 في الأصل: (فقال) ، وهو تحريف.
9 البخاري: الصحيح، كتاب التعبير 6/2576، رقم: 6617.
10 مسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1862، رقم: 2393.
11 سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.

الصفحة 215