كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

زارها سنة ست وعشرين وسبع مئة (726هـ) قال عنها: "هي مدينة عظيمة لها سوق لا نظير لحسنه، وفيها مسجد جامع ... "1. ويصفها القلقشندي وصفاً رائعاً فيقول: "مدينة الصالحية ممتدة في سفح الجبل تشرف على دمشق وضواحيها، ذات بيوت ومدارس، وربط، وأسواق، وبيوت جليلة ... "2.
وأكثر أهلها حنابلة من بيت المقدس3، وهي الآن حي من أحياء دمشق.
ب- الحياة الدينية:
لقد عانى المجتمع الإسلامي انقسامات وخلافات مذهبية أدت إلى صور من الصراع السياسي والعسكري بين الدويلات التي اتخذت نحلاً مختلفة، مدعية أنها على الطريق الأقوم وغيرها على طريق الضلال.
وكان الصراع الشديد في تاريخ الأمة الإسلامية بين اتجاهين هما: اتجاه الحق، اتجاه أهل السنة الذين هم متمسكون بعلوم القرآن والسنة، ويعدون السنة وعلوم الحديث مكملين للقرآن فلا بد من الاعتناء بهما كالاهتمام بالقرآن الكريم.
والاتجاه الثاني: وهو اتجاه الشيعة وهو مبني على الخرافة، وقد غلب على القرن الرابع فقد أيدته دولتان قويتان: دولة البويهيين في المشرق ودولة العبيديين في المغرب ومصر، ولم يلبث أن ضعف هذا الاتجاه بتغلب السلاجقة على المشرق4، وهم من أهل السنة، ثم دولة صلاح الدين الأيوبي فالمماليك في الشام ومصر وهي دول سنية كذلك.
__________
1 ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة 1/58.
2 القلقشندي: صبح الأعشى 4/94.
3 ياقوت: معجم البلدان 3/390.
4 عبد المنعم حسنين: سلاجقة إيران والعراق ص: 29.

الصفحة 22