كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ويؤيده ما في الصحيحين1 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لَيُتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمِهِ ولكنكم تستعجلون" 2، 3.
تنبيه
قال أصحابنا4: "يجوز الانتفاع بالأشياء فيما لم تخلق له؛ فيجوز الحرث على الإبل والحمير، ويجوز ركوب البقر ونحو ذلك"5.
وقال بعض أصبحابنا: "لا يجوز ذلك لقصة البقرة، والله أعلم".
وذكر ابن الجوزي عن علي رضي الله عنه، قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في المسجد ليس معنا ثالث إذ أقبل أبو بكر وعمر، كل واحد منهما آخذ بيد صاحبه. فقال: "يا علي هذان سيّدا كهول أهل الجنة ممن مضى من الأوّلين والآخيرن، ما خلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما بذلك".فما أخبرتهما حتى ماتا ولو كانا حيين ماحدثت بهذا الحديث أحداً"6.
ورواه الشيخ موفق الدين عن عليّ قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر، فقال: "هذان سيّدا كهول أهل الجنة من الأوّلين والآخرين، إلا
__________
1 هكذا في الأصل، ولم أجده في صحيح مسلم.
2 قال ابن حجر: "مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية، لا للأمن من عدوان الذئب، فإن ذلك يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى". (فتح الباري 7/167) .
3 البخاري: الصحيح، كتاب الإكراه 6/254، رقم: 6544.
4 يريد الحنابلة.
5 انظر: ابن قدامة 8/102، المغني.
6 ابن الجوزي: مناقب ص 34، وانظر: تخريجه في الذي بعده.

الصفحة 226