كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ومقصودهم من ذلك إظهار دين النصرانية في تلك الأماكن الشرقية، فأنكر عليهم شخص واستغاث بالمسلمين وأنكر ذلك، فضربه النصارى بالأسلحة.
قال ابن طولون: "وأراح الله البلاد والعباد من حكام السوء مما حل بالإسلام والمسلمين"1.
إضافة إلى هذه الطوائف والديانات التي تعيش بين المجتمع المملوكي كان المجتمع في ذلك الوقت مليئاً بالبدع والخرافات، فهناك الموالد التي تقام بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، وما يقع فيها من المفاسد والقبائح ما لا يمكن شرحه حتى أبطلوا قراءة القرآن لأجل التهتيك2.
وذكر الحافظ ابن حجر: "أنه وجد في صبيحة يوم المولد مئة وخمسون جرة من جرار الخمر فارغات، هذا إلى ما كان في تلك الليلة من الفساد والزنى ... "3.
وانتشرت الصوفية في ذلك الوقت ووقع من أهلها كثير من الأعمال المنافية للإسلام، فهناك من يأكل4 الحشيش، ومنهم من لا يتورع عن فعل الجرائم الأخلاقية والشعوذة5. وكثر الدجالون والمدعون المضللون، فمنهم من زعم أنه النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع عليه العامة، ومنهم من تكلم من وراء حائط ففتن الناس واعتقدوا أن المتكلم من الجن أو الملائكة، ووصفه ابن العطار قائلاً:
يا ناطقاً من جدار وهو ليس يُرى ... اظهر وإلا فهذا الفعل فتانُ
__________
1ابن طولون: مفاكهة الخلان1/39، وانظر: ابن حجر: إنباء الغمر1/273، 274.
2 الصيرفي: نزهة النفوس 1/169.
3 ابن حجر: إنباء الغمر 2/284، 285.
4 العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 177.
5 ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/297.

الصفحة 26