كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

النظير في التحرير والتقرير، آية عظمى وحجَّة من حجج الإسلام كبرى، بحرٌ لا يلحق له قرارٌ، وبرّ لا يشق له غبار، أعجوبةٌ عصره في الفنون، ونادرةُ دهره، الذي لم تسمح بمثله السنون ... ، وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأمة على فضله وجلالته"1.
ووصفه الكتاني بقوله: "هو الحافظ جمال الدين أبو المحاسن، من أعيان محدثي القرن العاشر المشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية"2.
وقال الشطي (ت: 1379هـ) : "كان إماماً جليلاً عالماً نبيلاً، أفنى عمره بين علم وعبادة وتصنيف وإفادة"3.
عقيدته:
كانت عقيدة ابن عبد الهادي هي ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وأهل الحديث، فهو أحد العلماء الذين عرفوا بصفاء العقيدة والسير على مذهب السلف، ولا أدل على ذلك من كتابه: (تحفة الوصول إلى علم الأصول) 4، الذي ألفه في اعتقاد أهل السنة والجماعة وهو كتاب مختصر شامل لجميع أبواب العقيدة، وكذا كتابه: (جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر) 5 الذي ردّ به على ابن عساكر؛ لأنه مدح الأشعرية، وقرر فيه عقيدة أهل الحديث، وكذا أقواله المتفرقة في ثنايا كتبه التي
__________
1 ابن الغزي: النعت الأكمل ص: 68، وهذا فيه مبالغة من الغزي رحمه الله.
2 الكتاني: فهرس الفهارس 2/1141.
3 الشطي: مختصر طبقات الحنابلة ص: 86.
4 مخطوط ضمن مجموع كتب من (ق 19-36) ، في مكتبة الجامعة الإسلاميّة تحت رقم: (1052) .
5 مخطوط ضمن مجموع كتب (ق 29-131) في مكتبة الظاهرية تحت رقم: 1132/3.

الصفحة 42