كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

قرر فيها عقيدة السلف، فمن أقواله: - رحمه الله -: "والإيمان: تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان"1.
ونقل قول محمّد بن إسحاق بن خزيمة: "من لم يقل إن الله في السماء على العرش استوى ضربت عنقه وألقيت جثته على مزبلة بعيدة عن البلد حتى لا يتأذى بنتن ريحها أحد من المسلمين ولا من المعاهدين"2.
وقال: "قال الإمام اللالكائي: "سياق ما جاء في قول الله عزوجل: {الرَّحمنُ على العرشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، وأن الله على عرشه في السماء، قال: وهو قول عمر وابن مسعود، وأحمد بن حنبل"3.
وقال ناقلاً كلام ابن بطة في رده على المعتزلة: " ... وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَديَّ} [ص: 75] ، وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله: {تجْري بِأعْيُننا} [القمر: 14] ، ولقوله: {ولِتُصْنع على عَيْني} [طه: 39] .
ونفوا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الله ينْزل إلى السماء الدنيا ... " 4، فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة، والمرجئة فعرفونا قولكم الذي تقولون، وديانتكم التي بها تدينون، قيل له: قولنا الذي به نقول وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة، والتابعين، وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما
__________
1 ابن عبد الهادي: الدر النقي 1/24.
2 ابن عبد الهادي: جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ق 17/ب.
3 ابن عبد الهادي: محض الصواب ق 110/ب.
4 البخاري: الصحيح، كتاب التهجد 1/348، رقم: 1094، مسلم: الصحيح، كتاب صلاة المسافرين وقصرها 1/521، رقم: 758.

الصفحة 43